حال الوطن فى ظل السياسة

كان ومازال تاريخنا العربي مزدحم بالحروب والزلازل السياسيه والوطنيه ومفعم بِالاحداث والتطورات المأساويه سواء على المستوى الداخلي او الخارجي, وكان ومازال الوطن العربي منذ عقود وقرون مضت عنوان ومكان للظلم والاستبداد الداخلي وهدفا للغزو والاستكبار الخارجي, ولقد تحدث التاريخ عن هَمَجِية التتار والمَغول وقُسوة الاستعمار البريطاني والفرنسي وغيره من اشكال الاستعمار والاستكبار اللتي مازالت تَعصف بمصير الوطن العربي, إلا ان معالم ومسلكية الإستكبار الجديد والهَمَج الجُدَد تبدو جَلِيه في سياسة العربده والاجرام ونهج الهمَجيه والاباده الجماعيه اللتي تتبناها عصابة البيت الاسود نحو العالم العربي القابع بين مطرقة الاستكبار والهمجيه من الخارج وسندان استبداد وإنحطاط انظمه خانِعه وغارِقه في هَمجية الذل والاذلال من المحيط الى الخليج....انظِمه تَحشُر شعوبها في زَرَائِب حتى يأتي القصاب ويحصُد ما يَشاء من رِقاب ويَخطف ارواح الاحياء قبل الاموات وتُسَمِم حياة البشر بشتى اشكال المهانه والإذلال الى حَد أن يصبح اسم العربي وذكره في العالم بِمثابة إهانه وشتيمه فيما عَدَى قِلَةٌ قَليله من وبؤر وشُعَّل الكرامه المُتبقيه في ليل العرب الطويل والدامس, وهذا الصمت على ذبح الشعب العراقي بالكمية لا بالافراد... اربعون الف جثة عراقيه مجهوله الهويه دُفنت حتى الان في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف!!!.. مئات الالاف من القتلى والجرحى العراقيين ودمار شامل!!... كل هذا العدد الهائل لم يحرك مظاهره واحده في الوطن العربي!!,, وكل هذا الذبح والاجرام الامريكي بحق الشعب العراقي لم يحرك ضمير جامعة عمرو موسى حتى تصدر على الاقل بيان شجب وادانه لقتل ودفن اربعون الف جثه عراقيه مجهولة الهويه!!... مجهوله: هذه اكذوبه اعلاميه لاخفاء هوية الضحيه وهوية جلادها وقاتلها!!
يبدو العالم العربي في نظر الهَمَج الجُدد[ في الشرق والغرب] وكأنُّه كائن او شكل مَعطُوب ومَشطُوب من قائمة المُكونات والعناصر الانسانيه, وكُل شئ وكائِنا حيا كان فوق اوتحت التراب اصبح مُستبَاحَا ومَهدُورا..الانسان والارض والشجر والحجر والبحر والبر وحتى بُيوت الله و البيوت العامِره بِاهلها وبراءَة اطفالها تُقصَف وتُنسَف على راس من فيها من احياء يَعتبرهُم الهَمج الجُدد قرابين لابُد من ذبحها على مذبح " ديموقراطيه" الهمجيه اللتي تتَمترس وراء أقذَّع وأبشَّع اشكال الاجرام السياسي والاعلامي والعسكري لِتُبَرِر الهمجيه الانسانيه بِاهمَج منها من اشكال واصناف يُخرجها ويُنتجها راعي بقر من نوع اخر يبدو جليا أنَّهُ ينظُر للأخر من هذا المنظور رغم أنَّهُ في حقيقة الأمر عباره عن شوال[كِيس] اعلامي وفكري فارغ الى درجة أنَّهُ اصبح غربال تَكشِف ثُقوبِه ابشع اشكال همجية القرن الواحد وعُشرون, وتتجلى بفصولها الوقحه والقذره في زيارة معتوه ومجرم واشنطن الاخيره لمستعمرة الانبار في العراق وذلك بعد ان لغ هذا المجرم وجيشه تكرارا ومرارا في الدم العراقي الذي صار بحارا لا شاطئ لها’ وسيل من الدماء لا ينقطع!!
لا شك أن العالم العربي يعيش إضطرابا وخَللا سياسيا رهيب في ظِل الاستكبار الخارجي والاستبداد الداخلي اللذي جَرَّدَ العرب من أبسط الحقوق الانسانيه والسياسيه,وقام بِتَحويلهُم الى مجرد ارقام عابره لا وزن لها ولا قيمه لابل مجرد حاله كارِثيه ومَطِيه خانِعه يجلدها جلاد مأجُور هَجرَتهُ كل اشكال الكرامه وتَقطُن في داخل داخله كُل اشكال التأمُر والتكالب على ابناء جِلدته ودينه وملتِه اللتي تتَجلى في دور غُربان العرب والشركه اللتي يُديرها عمرو موسى ويُطلق عليها " جامعه عربيه", وهي الشركه اللتي تُدير بالوكاله الاستعمار والاستكبار الامريكي المُباشر والغير مُباشر الجاري والواضع اوزاره الثقيله على صدر وقلب الوطن العربي!!
ماجرى وما يجري في العالم العربي وخاصة مايجري في فلسطين والعراق ماهو إلا إستِمراريه لِظاهرة الاستكبارالغربي والانحطاط والاستبداد العربي المُتحالِف مع جميع اشكال الهمَجِيه الامريكيه اللتي تَتجلى بوضوح في مَسلكية الاحتلال الامريكي في العراق سواء على مستوى ذبح وقمع الشعب العراقي اواساليب التعذيب والدمار اللذي يُمارسها الرُعاع والهَمج ضد الحضاره العراقيه والانسان العراقي من جهه وتتجلى بوضوح في الدور اللذي تَلعبه انظمة الحكم العربي في عملية دَعِم الاحتلال والاستكبار الامريكي من جهه ثانيه وبالتالي ماتَكشِفَه وسائل الاعلام حول مُمارسات الهمجيه الامريكية ومسلكية الانحطاط العربي ماهو الا غيض من فيض أفعال ومُمارسات رُعاة البقر وحُلفاءَهُم وغيرهُم من رموز الانحطاط العربي... ماهو جاري في العراق اصبح اباده مبرمجه للشعب العراقي تمارسها قوات امريكيه وغربيه فاشيه وتساندها ميليشيات مرتزقه مهمتها عدم ابقاء حجر على حجر في العراق لتبرير بقاء ووجود جيش بوش في العراق!,, وما يجري في فلسطين هو ايضا حرب اباده بطيئه لكل ماهو فلسطيني سواء على المستوى الجغرافي او الديموغرافي او الاقتصادي او السياسي الذي تسلبه وتسرقه اسرائيل بمساندة الانظمه العربيه في وضح النهار!!!
لم تَعُد الجغرافيا والتاريخ والإنتساب شيئاً مُهماًً في ظل القطيعة الحاصلة بين الكرامة المهدورة وا لوطنٍ العربي الذي يُعاني الأمرين من استعمار وستكبار خارجي بغيض واستعمار داخلي تقوده قوى الظلام التي تعتاش من بيع الوطن وهدر كرامة الشعوب الى حد ان ذبح الشعب العراقي وسجن وذبح الشعب الفلسطيني لم يعُد خبراً مُهما في نشرات اخبار تلفزة ووسائل اعلام من تضمن امنهم امريكا واسرائيل !!
يُشكل هذا الاسلوب في التعامل مع الوطن العربي ومع الشعوب العربية اعلى درجات الإستهتار والهمجية في أنٍ واحد, وهُو الاسلوب اللذي سلب الانسان العربي ليس الكرامة فحسب لا بل أنهُ سلب مُبرمج لإنسانية ووجدان العربي وترسيخ الشعور بالعجز والدونية كهدف استراتيجي يَخدم مصلحة الطُغم الحاكمة وابواقها من طُفيليين من جهة، ويخدم القوى الاستعماريه من جهة ثانية, وبالتالي وبِنَظرة موضوعية وواقعية نرى أنَّ أكثرية الطُغم الدكتاتورية والهمجية في العالم العربي قد أعادَت الاستعمار والاستكبار الى العالم العربي بابشع اشكاله واساليبه, وقد حّوَّلت هذه الطغم الوطن العربي الى قاعدة عسكرية امريكية ينطلق منها العدوان على الشعوب العربية بمُشاركة القوى الهمجية المُتمثله بِابشع قوى عربيه مرتزقه عرفها التاريخ العربي.
ساهَمَت سياسة الاستكبارالغربي والاستبداد العربي الداخلي في تَخَلُف العالم العربي على جميع المستويات سواء الاقتصاديه اوالسياسيه والثقافيه منها او التَخَلُف التِقني والعِلمي, حيث أن نسبة البطاله والأُميه في العالم العربي تُعَد من اعلى المسُتويات في العالم من جهه وتُسجل ظاهرة الفقر والجهل والقهر الاجتماعي اعلى مُستوياتها في العالم من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى ويجري في العالم العربي هُو عملية تَدمير ونهب مُبرمجه ليس ليست لكيان ووجود الانسان العربي فحسب لابل استِباحه شامله للوطن العربي واستنزاف همَجِي لِكل موارد وطاقات العالم العربي.!!...ان ماهو جاري في فلسطين والعراق على مراى من الشعوب العربيه الصامته لخير دليل على ما وصلتن اليه الحاله العربيه السياسه والوطنيهمن انحدار!!,, وان ماهو جاري في العالم العربي من تدهور اقتصادي واجتماعي وجهل وفقر مدقع تعاني منه اكثرية الشعوب العربيه لدليل قاطع على ان هنالك من هو معني بترسيخ هذه الحاله والابقاء عليها كسيف مسلط على رقاب المجتمعات العربيه بهدف فرض السيطره الدائمه لقوى الاستبداد الداخلي والاستكبار الخارجي على العالم العربي!!... حال الوطن العربي اليوم مأساوي ويتجلي في وجود انظمة حكم ومشتقاتها من طبقات استغلاليه فاحشة الغنى تعتمد على النظام والاستكبار في السرقه والفساد والاستغلال,, وفي معارضه عربيه واسلاميه شكليه مخترقه ومندمجه مع قوانين الانظمه وفي المقابل شعوب عربيه تعاني من القمع و القهر والجهل والفقر والجوع والبطاله و نموكبير لمدن اللجوء والفقر و الصفيح العربي لابل ان هنالك على الاقل مليون من العرب الذين يقطنون المقابر ويعيشون سوية مع الاموات,!!, .. لا بل ايضا هنالك مدن الزباله في مصر الذي يعيش سكانها على اعادة تصنيف وفرز سفن من الزباله القادمه من اوروبا والغرب!!!.....مدن الملح ومدن الصفيح العربي في نمو متواصل بدلا من التقدم والازدهار!!...عرب القرن الواحد وعشرون...!
الكاتب : باحث علم إجتماع ورئيس تحريرصحيفة ديار النقب الالكترونيه