الاعلام ... تلك القوة الموجهة لإحداث تغيير هائل في حياة المجتمعات ، فهي تقتحم حياتنا دون استئذان مسبق لتاتي لنا بالجديد والغريب احيانا !!!! فما ان هدأت عاصفةباب الحارة القادمة الينا من قلب " الحارة " السورية ... حتى نجد انفسنا اسيرين لنوع جديد ومثير من الدراما التركية التي تجسدت لنا بمسلسل نور التركي ومسلسل سنوات الضياع الذي سبقة ، والذي اثبت نجاحا كبيرا مما دفع الفضائيات العربية مثل mbc الى تكرار التجربة مرة اخرى بمسلسل نور ، حتى انها لم تنتظر الى نهاية سنوات الضياع حتى تبث مسلسل نور بل الحقت هذا بذاك للنجاح الكبير والغريب الذي اثبتاه ، فما كان من المشاهد الا ان انجذب بسرعة وبقوة كبيرة ، فتجد الفضول يشدنا لنسابق الزمن لمعرفة احداث الحلقة القادمة ، فهذه النوعية من المشاهدة تتطلّب متابعة يومية وليست كالأفلام او المسرحيات التي تنتهي بعد ساعة أو بضع الساعات من بدايتها. فلاعلام الذي اقصده هنا هي المسلسلات الاجتماعية التي تحاكي المجتمعات ببعضها وتنقل الثقافات في طياتها رغم البعد المكاني .
ان الانطباع الاول عن هذة المسلسلات ..ياخذ شكلا رومانسيا لأبعـــد حد .. يصور شكل مميزا للصراع بين ( الخير والشر ) .. ( والفقر والغنى ).. الصراع الذي يستمر مدى الحياه مهما أختلفت الظروف .. ويمر بمراحل عديده وتطورات عديده أيضاً .. وبشكل لايتوقعه المشآهد أبداً . لن نخوض في طبيعة الاحداث كثيرا فالمسلسل لم ينتهي الى الان .
قصة مسلسل سنوات الضياع :
يطرح سنوات الضياع قضايا اجتماعية واقعية نجدها في مختلف المجتمعات. فمن مشكلة الفقر المدقع إلى مغريات العمل، والمظاهر الخارجية، والرفاهية الفارغة، وصولاً إلى ما تخلّفه الأموال في نفوس البشر، تتصاعد أحداث المسلسل عندما تسيطر مشاعر الانتقام على النفس، وعندما ينخدع الإنسان بمظاهر الرفاهية والمال.
وتصل ذروة المسلسل عندما تتحول مشاعر الانتقام إلى حبّ جديد يسيطر على قلب "يحيى " فيحوّله إلى إنسان آخر يجتهد ليصل إلى قلب " لميس" التي كان يودّ ان ينتقم من أخيها الذي تزوج من رفيف حبيبة يحيى السابقة. فيما تنقلب حياة عمر رأسا على عقب ويبدأ بلعب القمار. تتوالى الأحداث وهذا ما سنتابعه من خلال الحلقات القادمة حيث ستموت رفيف، وستنجب لميس طفلة، وفي نهاية المطاف ستتزوج من يحيى وسيتزوج عمر بعد وفاة رفيف
وتتوالى الاحداث هكذا في ضاحية صغيرة تجمع أبطال المسلسل ومنهم (رفيف، يحيى، عمر، لميس، صالح...).
قصة مسلسل نور...
ان عرض هذا المسلسل تزامنا مع مسلسل سنوات الضياع .. كان رد فعل طبيعي وتكرار لتجربة سنوات الضياع الناجحة ، ونتساءل هل ستستمر مشاهدة مسلسل نور كما استمرت مشاهدة مسلسل سنوات الضياع؟ وللإجابة على هذا السؤال لا بد أولا أن نتحدث عن مسلسل نور وعن احداثه.
مسلسل نور هو أيضا مسلسل تركي مدبلج إلى اللغة العربية باللهجة السورية وتدور أحداثه حول عائلة ثرية يفقد ابنها خطيبته في حادث مفاجئ و مؤسف. يحزن مهند كثيراً على فقدان حبيبته و خطيبته فيقرر الجد تزويجه من نور.. ففي بعض الأحيان تتغير حياة شخص ما بمكالمة هاتفية، وحياة نور تغيرت عن طريق مكالمة هاتفية من عمها المرموق من عائلة سودوغلو العريقة والذي اختارها زوجة لحفيده مهند الذي كانت تحبه منذ طفولتها. ولكن هذه السعادة لم تدم طويلا عندما اكتشفت أن الأمور ليست سهلة، وخاصة المتعلقة بزوجها مهند.
ولكن ما الغريب في هذة النوع من المسلسلات ؟ ولماذا شد انتباه المشاهد العربي حتى بلغ به الامر ليسابق الزمن لمعرفة احداث حلقة الغد ؟
لم تكن هذة المرة الاولى التي يتم فيها عرض مسلسل مدبلج على الفضائيات العربية ،فقد تم عرض مسلسلات مكسيكية واخرى غيرها ، ولكنها لم تحظ بهذا القدر من الاهتمام ، فكان راي المشاهد هو الحكم في الموقف ، فلعل الأحداث المشوّقة والغامضة في بداية المسلسل هي التي ستضمن المتابعة المستمرة لمشاهدته ، ولكن ما اجمع علية المشاهدون ان كلا المسلسلين " قريبان من العادات والتقاليد الشرقية الموجودة في معظم الدول العربية ، فطقوس الزواج في المناطق الشعبية على سبيل المثال تعتبر مشتركة نوعا ما، بالإضافة إلى نظرة المجتمع للمرأة " .
هذا من جهة ومن جهة اخرى ان اختيار اللهجة السورية العاميه للدبلجة كان لها اثر كبير للدخول الى قلب المشاهد بدلا من استخدام اللغة العربية الفصحى كما في الدبلجة المعتادة .
اضافة الى اسباب اخرى لا يمكن تجاهلها مثل قوة الحدث والمونتاج والحبكة الدراميه والرومانسية العالية التي تجذب المشاهد والواقعية التي تتمثل في صراع الخير والشر والغنى والفقر .
وفي النهاية .. تبقى الدراما على اختلاف اصولها وسيلة تفاهم بين الشعوب لنشر العادات والتقاليد